pa9ma

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بصمتك دى رمز قوتك ,, اتحدى وشارك بكلمتك,, محتاجينك معانا فين وقفتك,, اتكلم بكل حريتك,, قول ودعا لخنقتك,, هنشاركك وحدتك,, وهنتعرف على شخصيتك,, صدقنى هنسمع كلمتك ,, وهتنسى معانا دنيتك,, ايه رئيك تسجل بقى حضرتك ^_^


    موضوع عن مولد الرسول

    foxman2
    foxman2


    عدد المساهمات : 17
    نقاط : 55
    تاريخ التسجيل : 01/08/2009

    موضوع عن مولد الرسول Empty موضوع عن مولد الرسول

    مُساهمة من طرف foxman2 الخميس سبتمبر 03, 2009 3:41 pm

    12 ربيع الأول: يوم مولد الرسول r ويوم مولد دولته،

    ويوم وفاته ومولد الخلافة الراشدة



    لم يكن أي مولد، بل مولد رسالة يحملها رسول، رسالة ختم بها الله رسالاته لخلقه، وأنهى بها الله وحيه الذي لم ينقطع عن البشر منذ آدم عليه السلام.

    لقد خلق الله الخلق، وجعل من طبيعتهم القدرة على اختيار طريق الخير أو طريق الشر: ]وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (Cool قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا[ وأرسل لهم الرسل بالشرائع ليهدوهم إلى طريق الخير، ويمنعوهم من الوقوع في مزالق الشر.

    ولكنه جل وعلا لم يجعل طريق الشر والخير للبشر متساويين في الترغيب والترهيب، بل شاء جل وعلا أن يرسل رسوله رحمة للبشر، يوجههم ويعينهم ويسلك بهم الخير، بل ويجهد من أجل إدخالهم الجنة، قال عليه الصلاة والسلام : «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي» . وكان إذا مرت عليه جنازة يهودي أو نصراني يتقلب وجهه، فيسأل في ذلك فيقول: «نفس فلتت مني إلى النار» يتحرق عليه الصلاة والسلام على النصارى واليهود يحب لهم أن يدخلوا الجنة.

    إنني عندما أتحدث عن المولد فإنني لا أبحث موضوع الاحتفال بالمولد (وهي مسألة خلافية لست بصدد الحديث فيها) ولكني بصدد القول إن كل مسلم قد شغف قلبه بحب محمد عليه الصلاة والسلام، مهما كان هذا المسلم عاصياً، أو ظالماً، أو قاسياً قلبه، وأذكر قصة قرأتها في شبابي عن مسلم يعيش في أوربا، ولديه مجموعة من الأصدقاء النصارى، وكانوا يسهرون ويشربون الخمر مع بعضهم، وحصل أن اتفق أصدقاؤه النصارى على أن يستدرجوه لسب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وحاشاه الله ونزهه من كل منقصة، فقالوا لصديقهم المسلم الفاسق: بصحتك يا فلان. فقال: بصحتي. وشربوا الخمر، ثم قالوا له: بصحة عيسى. فقال: بصحة عيسى. فقالوا: بصحة محمد. وهنا ذهبت السكرة، وانتفض المسلم شارب الخمر العاصي، ورفس الطاولة برجله، وقذف الخمر وقام يضربهم ويحذفهم بما في يديه، وقال: عليكم لعنة الله يا أنجاس يا ملاعين، أتذكرون محمداً هنا. وظل يصرخ ويزبد ويبصق عليهم وهم يهدئونه ويقولون: لم غضبت؟ لقد قلنا بصحة عيسى مع أنه ابن الرب عندنا ونقدسه. فقال: أنتم أحرار فيما تقولون، ولكن أن تذكروا محمداً في هذا المجلس فهذا ما لا أقبله أبداً، ولن أعاقر الخمرة بعد اليوم. ثم خرج غاضباً.

    هذا مثال عفوي بسيط عن محبة رسول الله r وكيف أنها تشربت في قلوب المسلمين، ولا أقول في أي مسلم، إلا أنه يحب رسول الله ويحب رؤيته في الدنيا قبل الآخرة، إلا من طمس الباطل قلوبهم، وأعمى إبليس بصائرهم.

    كيف لا ومحبة رسول الله r من صميم الإيمان، قال عليه السلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» وقال عليه السلام: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه» متفق عليهما.

    وذكرى مولد رسول الله عليه السلام محفورة في القلوب، احتفلنا بها أم لم نحتفل، نتطلع إليها فنتذكر سيدنا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا، الذي أمرنا الله بمحبته، وأوجب علينا طاعته، تذرف الدموع لذكراه، وتخشع القلوب لسيرته، تتطلع النفوس للقياه، وتتذكره في سنته.

    ولكن يبقى السؤال الذي سيظل مربوطا برقابنا حتى نلقى الله.

    ماذا تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام وما معنى تذكر يوم مولده.

    هل تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام أن نتذكر يوم مولده فنذبح الذبائح ونمد السمط، ونقرأ البردة والهمزية والمدائح النبوية، ثم نعرج على صفات الرسول الخلقية (بفتح الخاء) والخلقية (بضم الخاء) فنخرج من هذا كله بالروحانية، ظانين في أنفسنا أننا أعطينا رسول الله عليه السلام حقه، ثم نعود إلى دنيانا، غافلين عن سيرته، مضيعين أحكامه، لاهين بالدنيا عن إقامة دولته، ملتفتين عن طريقته الشرعية الوحيدة إلى طرق الواقعية والديمقراطية.

    كيف نقابل الله ورسوله يوم القيامة، وقد عصينا وتخلينا، كيف نقابل الله ورسوله يوم القيامة، وقد أهملنا وضيعنا.

    رحم الله سيدنا الشافعي عندما قال:


    تعصي الإله وأنت تظهرُ حبَّهُ




    هذا لعمري في القياس بديعُ


    لو كان حبُّك صادقاً لأطعتهُ




    إن المحب لمن يحب مطيعُ

    في كل يوم يبتديك بنعمةٍ




    منه وأنت لشكر ذاك مضيعُ



    سأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ: متى يكون الرجل صادقاً في حب مولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه كان صادقاً في حبه. فوضع الرجل التراب على رأسه وصاح وقال: كيف أدعي حبه ولم أخلُ طرفة عين من خلافه. فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وصار أبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه مقصر في حقه. أورده البيهقي.

    إن محبة رسول الله وكل ما يرتبط بيوم مولده تناقض كل ما يعيشه المسلمون اليوم في حياتهم.

    أتانا الرسول عليه السلام بالمحجة البيضاء، فأين نحن منها الآن؟!

    عمل ثلاث عشرة سنة كاملة بأيامها من أجل إقامة دولة للإسلام، ولم يلق ربه إلا بعد أن شرع لنا أحكامها، وبيّن لنا أجهزتها، فأين نحن من دولته؟!

    أمرنا أن نحمل رسالته من بعده، كي نكون شهداء على الأمم، ويكون هو علينا شهيداً، فأين نحن من هذا، وماذا سيشهد علينا رسول الله أمام رب العزة في موقف الحشر العظيم؟!

    أمرنا بالعزة، وها نحن نتجرع المهانة في كل يوم، فأين نحن من عزته؟!

    أمرنا أن نحافظ على أخوتنا في الإسلام، وأن نكون وحدة واحدة، وأن نكون يداً واحدة على من يريد شق صفنا، فأين نحن من ذلك كله؟!

    زرع فينا الشرف والكرامة والتضحية بالغالي والنفيس، من أجل العرض، ومن أجل الغيرة، وها نحن أعراضنا تنتهك في كل مكان، فأين نحن من هذا كله؟!

    آه، لو يدرك الكفار النعمة التي أرسلها الله للبشر، والرحمة التي أنعم الله بها عليهم، والله لجالدونا على اتباعه، ولكن لا تنفع الآهات.

    إن مهمتنا عظيمة، وأعباءنا جسيمة، وكلما تمعنّا فيما ألقي علينا من تبعة تحسرنا على أعمارنا التي مضت، وتمنينا زيادة في العمر لنعوض ما فات.

    فإلى تذكر حقيقي لمولد المصطفى عليه السلام، أدعوكم أيها المسلمون، وإلى موقف مهيب أناديكم، للوقوف في حضرته يوم القيامة، وقد أبى إلا أن يقف على الكوثر، يمسك الأقداح بيديه الكريمتين، يسقي بها أتباعه قبل أن يدخلوا الجنة، إلى هؤلاء أستصرخكم أن تكونوا.

    وأحذركم وأحذر نفسي المقصرة من أن نكون من أولئك الذين يمرون على رسول الله r في الموقف نفسه، وفي اللحظة نفسها، وهو واقف على الكوثر، ولكن تسوقهم الملائكة إلى النار، فيستعجب، فداه أبي وأمي وولدي ونفسي، ويصرخ قائلاً: أمتي، أمتي ، فيقال له: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك. فيقول عليه الصلاة والسلام: بعداً، بعداً. وفي رواية: سحقاً، سحقاً.

    إن الواحد منا إذا تذكر يوم مولد أو وفاة والده أو والدته، فإنه يترحم عليه وعليها، ويسأل الله لهما الجنة.

    فماذا أنت فاعل إن تذكرت يوم مولد رسول الله عليه الصلاة والسلام ويوم وفاته.

    سأترك لمحبة رسول الله في قلبك أن تتولى الإجابة نيابة عنك q

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:54 am